لفتة حبرية الى دير الصليب

كتب أنطوان فضّول:
في زيارته الى دير الصليب، وضغ قداسة البابا لاوون الرابع عشر الألم البشري في قلب رسالة لبنان، متضامنًا مع المرضى وأهاليهم والعاملين في الحقل الطبي والتمريضي.
شكّل دخوله إلى أروقة الدير لحظة إنصات إلى معاناة الإنسان، ورسالة رجاء بأن الكنيسة لا تهمل الضعفاء بل تجعلهم محور رسالتها.
اختار البابا دير الصليب تحديدًا ليؤكد قيمة العطاء الصامت الذي تقدّمه المؤسسات الصحية التابعة للرهبانيات، وليعبّر عن تقديره للعاملين فيها الذين يخوضون معركة الرحمة كل يوم وسط ظروف اقتصادية وضغط نفسي خانقين.
لقاؤه معهم بمثابة دعم معنوي ورسالة اعتراف بدورهم كجنود مجهولين في خدمة الإنسان.
أما البعد الروحي للزيارة، فبرز في صلاته من أجل شفاء المرضى وطمأنتهم إلى أن الألم ليس نهاية الطريق بل قد يتحول إلى معنى ورسالة عندما يُعاش بالإيمان.
وقد حرص البابا على التأكيد أن كرامة المريض فوق كل اعتبار، وأن الرعاية الصحية فعل محبة.
وفي السياق، اكتسبت دعوة البابا إلى تقديس الطوباوي يعقوب الحداد الكبوشي أهمية خاصة، إذ جاءت كإعادة إحياء إرث هذا الراهب الذي كرّس حياته لخدمة المهمّشين والمحتاجين وأسّس مؤسسات رائدة في رعاية المرضى والمسنّين.
فرفع قضيته إلى مرتبة القداسة هو اعتراف عالمي بالمشروع الإنساني والصحي الذي حمله، وتشجيع للبنان ليحافظ على هذا الإرث ويطوّره رغم الأزمات.
وهكذا تحوّلت زيارة دير الصليب إلى رسالة مزدوجة: دعم أخلاقي وروحي للمرضى والعاملين في الرعاية الصحية، وتثبيت لقيمة القداسة المتجسدة في خدمة الإنسان، كما جسدها الطوباوي يعقوب الحداد الكبوشي، الذي أراد البابا أن يقدّمه للعالم نموذجًا للرحمة الفاعلة.
الثلاثاء ( 2/12/2025)