في رحاب السلطنة
كتب أنطوان فضّول:
تتقاطع زيارة رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون إلى سلطنة عُمان مع ضغوط المسار التفاوضي غير المباشر مع إسرائيل، ومساعي إعادة تزخيم الدعم الدولي للجيش اللبناني، ومحاولات فتح نافذة أمل في جدار الأزمة الاقتصادية التي لا تزال ترخي بثقلها على اللبنانيين.
فقد حمل عون معه إلى مسقط حزمة ملفات تُقرأ في سياق بحث لبنان عن هوامش جديدة للحركة ضمن شبكة العلاقات العربية، وخصوصًا مع دولة تُعرف بسياستها الهادئة وقدرتها على لعب دور الوسيط في المحطات الإقليمية المعقّدة.
تزامن هذه الزيارة مع تقدّم نسبي في مسار المفاوضات مع إسرائيل أضفى عليها أهمية إضافية، إذ بدا أن الرئيس اللبناني يسعى إلى تثبيت موقع لبنان التفاوضي عبر الحصول على دعم عربي يساهم في تعزيز الاستقرار الداخلي، وتحصين موقف الدولة في أي تسوية محتملة تتعلّق بالحدود أو بالضمانات الأمنية.
وهذا التوجه جزء من استراتيجية لبنانية جديدة لاستعادة زمام المبادرة، بدل الاكتفاء بردود الفعل على ضغوط الخارج أو حسابات القوى الداخلية.
في موازاة البعد السياسي والأمني، حضرت المؤسسة العسكرية في صلب المحادثات، من خلال بحث برامج دعم جديدة للجيش اللبناني الذي يشكّل العمود الفقري للاستقرار الوطني.
فسلطنة عُمان كانت خلال السنوات الماضية شريكًا داعمًا في محطات عدّة.
أما على المستوى الاقتصادي، فقد فتح اللقاء مع المسؤولين العُمانيين نافذة جديدة أمام إمكان جذب استثمارات أو مشاريع تعاون تساعد في إعادة ضخّ الأوكسيجين في الاقتصاد اللبناني الذي يعاني من انكماش طويل الأمد.
وبذلك، تسعى الرئاسة اللبنانية الى نسج شبكة أمان خارجية تساعد البلاد على عبور المرحلة الصعبة.
الأربعاء (10/12/2025)