المشهد اللبناني
كتب أنطوان فضّول:
شكّل تكليف السفير السابق سيمون كرم لرئاسة الوفد اللبناني في اجتماع «الميكانيزم» في الناقورة تحوّلًا لافتًا في إدارة النزاع مع إسرائيل، إذ انتقل المسار من إطار عسكري صرف إلى حوار مدني مباشر برعاية أميركية.
القرار جاء بعد مشاورات قادها الرئيس جوزاف عون بهدف احتواء التوتر وفتح قناة تفاوضية تُجنّب لبنان أي تصعيد محتمل.
حمل الاجتماع رسائل سياسية واضحة، إذ ناقش ملفات حساسة كالغارات الإسرائيلية وسلاح حزب الله، إضافة إلى مقترحات تعاون اقتصادي في الجنوب.
لكن الخطوة لم تلقَ ارتياحًا لدى حزب الله، رغم تركه المجال أمام الرئيس نبيه بري لاتخاذ القرار المناسب، فيما برز موقف إيراني محايد ترك حرية التقدير للثنائي الشيعي.
الرئيس نواف سلام قدّم مقاربة متوازنة، مؤكدًا أنّ لبنان لا يخوض مفاوضات سلام وأنّ أي تطبيع يبقى مرتبطًا بمبادرة السلام العربية، كاشفًا عن استعداد لمراقبة دولية لمخازن سلاح حزب الله ومناقشة مستقبل اليونيفيل.
ميدانيًا، صعّدت إسرائيل عبر تكثيف تحليق المسيّرات وقصف مناطق حدودية، في محاولة للضغط خلال لحظة تفاوضية دقيقة.
وبذلك وجد لبنان نفسه أمام مرحلة حساسة تجمع بين اختبار مسار تفاوضي جديد وتحديات ميدانية مستمرة قد ترسم ملامح المرحلة المقبلة.
الخميس (4/12/2025)