تحيّة رئاسية إلى اليونيفيل

كتب أنطوان فضّول.
يشكّل الجنوب اللبناني منذ عقود ساحة مواجهة بين أطماع إسرائيل الأمنية والعسكرية من جهة، وإرادة اللبنانيين في التمسك بأرضهم وسيادتهم من جهة أخرى.
وفي هذا السياق، يبرز الدور المحوري الذي اضطلعت به رئاسة الجمهورية في عهد العماد جوزاف عون، حيث وُضعت قضية الاستقرار الحدودي وتعزيز حضور القوات الدولية العاملة في الجنوب "اليونيفيل" في صلب أولويات العهد.
الحادثة الأخيرة التي تمثلت باستهداف آليات اليونيفيل من طائرات مسيّرة إسرائيلية خلال قيامها بواجبها في منطقة مروحين، شكّلت اختباراً جديداً لصلابة الموقف اللبناني.
فجاء رد الرئيس عون حازماً عبر إدانة واضحة لهذا الاعتداء، واعتباره الأخطر منذ اتفاق وقف الأعمال العدائية، ومؤشراً إلى استمرار إسرائيل في تحدي المجتمع الدولي وعدم احترام قرارات مجلس الأمن، ولا سيما القرار 1701.
لقد حرص الرئيس عون على طمأنة قيادة اليونيفيل إلى تضامن الدولة اللبنانية مع أفرادها، مؤكداً أن استهدافهم لم يكن عرضياً بل تم عن سابق تصور وتصميم، الأمر الذي يستدعي تحركاً دولياً جاداً لردع إسرائيل وإلزامها بوقف انتهاكاتها المتكررة.
ومن خلال هذا الموقف، أعاد الرئيس تثبيت السياسة اللبنانية القائمة على التمسك بدور اليونيفيل واعتبارها شريكاً أساسياً في حفظ الاستقرار على طول الخط الأزرق.
الدبلوماسية اللبنانية في عهد عون سجلت نجاحاً بارزاً مع التجديد لليونيفيل حتى نهاية العام 2027، وهو إنجاز يعكس ثقة المجتمع الدولي بلبنان وبالتزامه التعاون الكامل مع قوات الأمم المتحدة.
فالتجديد لم يكن مجرد إجراء روتيني، بل نتيجة لمساعٍ متواصلة بذلها الرئيس عبر القنوات الدبلوماسية، لتأكيد حاجة لبنان إلى هذا الغطاء الدولي الذي يوفّر مظلة حماية للجنوب، ويساهم في ردع الاعتداءات الإسرائيلية، ويؤمن بيئة أكثر استقراراً لأهالي القرى الحدودية.
إن سياسات عهد الرئيس جوزاف عون تجاه الجنوب اتسمت بالوضوح: التمسك بتنفيذ القرار 1701 كاملاً، الضغط باتجاه انسحاب إسرائيل من الأراضي اللبنانية المحتلة، المطالبة بوقف الاعتداءات على المدنيين، وتوفير كل الدعم الممكن لليونيفيل كي تقوم بمهامها في إزالة العوائق والحفاظ على السلم.
وهو بذلك رسم معادلة تقوم على الجمع بين القوة الدبلوماسية والثبات الوطني، بما يضمن استمرار الاستقرار في الجنوب ويدعم صمود لبنان في وجه التحديات.