خط تماس بين الحركة والحزب

كتب أنطوان فضّول:
العلاقة بين حركة أمل وحزب الله ليست زواجًا مارونيًا محكومًا بالدوام، بل هي علاقة نسجتها ظروف المقاومة والمرحلة، وتحوّلت مع الوقت إلى شراكة مفروضة أكثر مما هي خيار استراتيجي ثابت.
فمع أنّ الطرفين التقيا على عناوين كبرى، إلا أنّ اختلاف المقاربات والاعتبارات لم يغب يومًا، في طريقة إدارة النفوذ داخل البيئة الشيعية.
وفي العمق، تدرك حركة أمل أنّ مصلحتها السياسية ووظيفتها التاريخية داخل الطائفة لا تحتمل بقاء حزب الله قوة مسلحة مطلقة داخل البيئة الشيعية، لأن هذا الواقع يهدّد بتغيير موازين النفوذ على المدى الطويل، أمام سطوة السلاح.
من هنا، لا مصلحة للحركة في أن يستمر هذا الوضع إلى أبد الآبدين، من منطلق حسابات داخلية تتعلق بالحفاظ على موقعها ودورها وحضورها داخل الطائفة.
وتعي أمل، بحكم تجربتها الطويلة، أن استمرار السلاح خارج الشرعية يشكّل مأزقًا للطائفة نفسها، ويجعل البيئة الشيعية أسيرة توازن لا يخدم التنوع السياسي.
كما تدرك أنّ أي اختلال طويل الأمد في ميزان القوى داخل الطائفة قد يرتد على استقرارها الداخلي وعلى موقعها في المعادلة الوطنية الأوسع.
لهذا، ستعمد الحركة إلى إعادة صياغة العلاقة مع حزب الله على قواعد واضحة تضمن عدم تحوّل السلاح إلى عنصر يبدّل الخريطة السياسية داخل الطائفة، أو يهدد نفوذها التاريخي ومصالحها الوطنية في آن واحد.
الأحد (7/12/2025)