صلاة صامتة تعيد أصداء الإنفجار الكبير
كتب أنطوان فضّول:
صلاة قداسة البابا لاوون الرابع عشر في مرفأ بيروت هي الأكثر وجعًا ورمزية في رحلته إلى لبنان.
وقفته الأبوية في المكان الذي شهد أسوأ كارثة عرفتها بيروت في تاريخها الحديث، وصلاته بصمت على أرواح الشهداء، منح أهالي الضحايا لحظة مواساة تُعيد إليهم بعضًا من الكرامة التي سُلبت منهم.
أراد البابا أن يقول للعالم إن جراح بيروت ما زالت حيّة، وإن العدالة حق إنساني لا يسقط بالصمت ولا بالتقادم.
لقاء البابا بأهالي الضحايا فعل تضامن يتجاوز الكلمات،.
استمع إلى آلامهم كما يستمع أب إلى أبنائه، وأعاد التأكيد أن الحقيقة هي الطريق الوحيد لشفاء مدينة ما زالت تحت رماد ذلك الرابع من آب.
جاءت صلاته الصامتة في رصيف الدمار كأنها صلاة من أجل لبنان كله، كي ينهض من تحت الركام ويحمي أبناءه من تكرار المأساة.
أما إعادة تسليط الضوء على رابع أكبر انفجار غير نووي في العالم، فحملت دلالة وطنية ودولية، إذ ذكّر البابا المجتمع الدولي بأن مسؤولية متابعة القضية لا تقع على اللبنانيين وحدهم، وأن جرحًا بهذا الحجم لا يمكن للعالم أن يمرّ عليه مرور الكرام.
كما شكّلت الزيارة دعوة لحفظ الذاكرة الجماعية، لئلّا يتحول الانفجار إلى حادثة منسيّة، ولإعادة الاعتبار لضحايا ما زال إنصافهم معلّقًا.
لقد تحوّل المرفأ في لحظة روحية نادرة إلى مكان يجمع الألم والرجاء، وأصبحت زيارة البابا محطة لإعادة إحياء المطالبة بالعدالة والحقيقة، وللتأكيد أن بيروت، رغم جراحها ما زالت تستحق الحياة والنهوض.
الثلاثاء ( 2/12/2025)