مرحلة ما بعد اليونيفيل... ضبابية

كتب أنطوان فضّول:
عند انتهاء مهمة اليونيفيل في جنوب لبنان في السنة المقبلة، شبح الفراغ الذي ستخلّفه قوة دولية بهذا الحجم والدور لن يكون بسيطاً، ما يفتح الباب أمام خيارات بديلة محفوفة بالمخاطر.
أوّل ما يطرح عادة هو توسيع دور الجيش اللبناني ليحلّ محلّ القوة الدولية.
هذا الاحتمال يصطدم بواقع القدرات المحدودة للجيش مقارنة بحجم المهمة.
بدوره خيار تشكيل قوة عربية مشتركة، يصطدم بموانع، إذ يصعب إيجاد توافق عربي على مهمة حساسة بهذا المستوى كما أن قبول الأطراف الداخلية والخارجية ليس مضموناً.
قد يُطرح أيضاً استبدال اليونيفيل ببعثة أممية أصغر حجمًا ذات طابع مراقبة، لكن ذلك يفقد الجنوب عنصر الردع الذي وفرته القوة الدولية منذ العام 2006.
كما يمكن أن يُعوَّل على توسيع دور لجان الارتباط الثلاثية بين الجيش اللبناني والجيش الإسرائيلي وفرق الأمم المتحدة التقنية، وهذا النموذج هش.
يبقى أخطر الخيارات، ترك الجنوب بين حزب الله وإسرائيل، نتيجة غياب المظلّة الدولية ما يجعل احتمالات الحرب أكبر ويعرّض المدنيين للخطر.
ويُطرح نظرياً خيار التمديد لليونيفيل عبر قرار دولي تحت الفصل السابع، لكنه بدوره يثير حساسيات كبرى لأنه يُقرأ كتدخّل دولي مباشر وضغط على لبنان، ولا يحظى عادةً بتوافق داخلي.
عليه، فإن معظم البدائل المحتملة تبدو أكثر خطورة من استمرار مهمة اليونيفيل، ما يجعل الخيار الأكثر واقعية في حال الوصول إلى لحظة الاستحقاق هو الاتجاه نحو تعديل ولاية القوة أو تقليص حجمها بدلاً من إنهائها بالكامل، بالتوازي مع دعم فعلي للجيش اللبناني من دون تعريض الجنوب لمخاطر مواجهة مفتوحة.
الجمعة (5/12/2025)