إطلاق "تجمّع الدستور أولًا" ودعوة لإنقاذ لبنان وتوحيد الرؤية الوطنية

في مشهدٍ حمل دلالات وطنية عميقة، أطلقت مجموعة من السياسيين والإعلاميين وشخصيات من قطاع المهن الحرة وقادة الرأي "تجمّع الدستور أولًا"، خلال لقاء حاشد عُقد في فندق "الغبريال" في الأشرفية، حيث غصّت القاعة بأكثر من 200 شخصية، مع مشاركة نحو 50 شخصية اغترابية عبر تقنية الفيديو الرقمي.
افتتح النقاش النائب السابق الدكتور فارس سعيد بكلمة أضاء فيها على أهمية الانتقال من مرحلة الشعارات إلى مرحلة التطبيق الفعلي للدستور اللبناني، مشددًا على أن الإنقاذ الحقيقي للبنان يبدأ بالالتزام بنص الدستور وروحه، وإجراء الإصلاحات البنيوية على مختلف القطاعات، وفي مقدمها القطاع المالي والاقتصادي. وعكس كلامه حرصًا على تعزيز الروح الوطنية الجامعة، والمحافظة على مكونات لبنان ومقدراته، بما يحمي صيغة العيش المشترك، ويحصّن رسالته الإنسانية الفريدة، ويعيد إليه حضوره الإقليمي والدولي.
تخلل اللقاء مداخلات متنوّعة ركزت على ضرورة بناء رؤية متكاملة للمرحلة المقبلة، قوامها احترام التعددية، وتفعيل المؤسسات الدستورية، وتحقيق الشفافية والمساءلة في إدارة الشأن العام، بعيدًا عن منطق المحاصصة والزبائنية الذي أوصل البلاد إلى حافة الانهيار.
واعتبر المشاركون أن إطلاق "تجمّع الدستور أولًا" يشكّل خطوة تأسيسية لإعادة الاعتبار للميثاق الوطني، وإحياء مفهوم الدولة السيدة الحرة، القادرة على حماية شعبها وثرواتها وتطلعات أجيالها.
في ختام المؤتمر الذي استمر ساعتين، أعلن المجتمعون عن تشكيل "هيئة تأسيسية" تنبثق عنها "لجنة اتصال" ستتولى مهمة التواصل مع القوى الحزبية والمدنية والمجموعات الناشطة، في محاولة لتوحيد الرؤية السياسية وتجميع القوى الحيّة حول مشروع إنقاذي واضح المعالم.
وأكد البيان الختامي أن "تجمّع الدستور أولًا" ينطلق من قناعة راسخة بأن الالتزام بالدستور هو المدخل الوحيد لاستعادة الدولة وبناء مستقبل لبنان على أسس صلبة تليق بتاريخه ورسالته الإنسانية، متعهدين بالعمل مع جميع المكونات الحية لتحقيق هذه الأهداف الوطنية النبيلة.